الخميس، 27 يونيو 2013

كلام في السياسة





أصحاب الشأن في السياسةِ رأىُ, وللعسكريين المتمرسين في فنونِ العسكرةِ رأيٌ حينما يتقابلون على طاولةٍ مستديرة فكلٌّ يقطفُ من معتقداتهِ ومفاهيمهِ ليباغت الطرف الأخر بحنكتهِ مستدلا بخبرتهِ في أمر من الأمور

وأنا وأعوذ باللهِ من كلمة أنا لستُ من بائعين الكلام ولا من أرباب البنادق مع أني أميل إليها لا لهم (فهي طريق التحرير وتعويذة النصر) إلا أنني أجد نفسي جاهلا ببعض الأمور السياسية والعسكرية
لذلك قررت أن أصحبكم معي برحلةٍ إلى مواطن جهلي في باطن الأمور الباطنُ منها والظاهر للعيانِ والجمهور

وأبدأُ معكم من بلدي فهي قصةٌُُ يعرفها الداني والقاصي من مشارق الأرض إلى مغاربها
فهي ارضٌ طيبةٌ محتلةْ ولا يوجدُ أثنين يختلفان على مقاومةِ شعبها للاحتلال

ولكن الأمر المريب والعجبُ العجيب قد حدث بها فبندقيةُ المقاومة التي تغنينا بصمودها وبسالتها أصبحت برأسين
للداخلِ رأسٌ مفضوح وللخارجِ رأسٌ أصبحَ معطلا, فالحجةُ كامنةٌ ولعنَ اللهُ من أيقضها
فالهدنةُ الآن أصبحت مصلحةً وطنية بعدما كانت خيانةً عظمى والإجماع عليها إن لم يكن بالخاطر فابلجزمةِ القديمة
وأعودُ بكم إلى لبِّ الفكرةِ وحشاشةُ جوهرها إلا وهي جهلي في بعضِ الأمور
فتعالوا استدرج لكم قلمي واسكبُ لكم غصةً ووجعا يفزعُ خواطركم


عندما كانت السلطةُ حاكمةً في غزة وأعني سلطة منظمةِ التحرير في ذلك الحين حتى لا يقع القارئ في ملابسات ِ السَلطات أو إن شئت أن تسميها السُلطات


كانت الصواريخُ ترجمُ من جانبِ المواقعِ الأمنية وعلى عينِ رجال الأمن فالحجةُ كانت محكمةً ولا يستطيعُ احد أن يلجمها
(فمن يستطيع أن يقف في وجه المقاومة(
وهنا لن أكون محايدا فالسلطةُ كانت في بعض ِ الأحيان تمنعُ ذلك عندما تتمُ حملةً إعلامية أو ضغطا خارجيا يتهم السلطة بعدم محاربةِ إطلاق الصواريخ
كانت الأبواق ترتفع وتصدحُ الحناجرُ بالخطب فالسلطةُ تحاربُ المقاومة وتمنع المقاومين من التعمدِ في مياهِ الشهادة وبسط الروحِ في ملكوت الله

والآن تقفُ السلطةُ التي كانت تهاجم من يمنع لتمنع في نفسِ السطر وفي نفس الجملة وفي نفس التعبير فلو أنت الآن في غزة لعرفت أن سلطةِ حماس
قادرةٌ على وقفِ الصواريخْ بنسبةِ 99 في المائة ومن يقومُ بعض الحالات بإطلاق الصواريخ فهو الآن في نظرهم خائن وخارج عن الصف الوطني

فكيف تم ذلك وكيف صار الضدُ مع المع ْ والمعْ معْ الضدْ

وهلْ صدق القول إن البطةِ العرجاء ترمي بحملها على أختها السليمة

وإذا كانت الأمور كذلك فلماذا نتربص ببعض ونشر غسيلنا المقرف على شاشات التلفاز ليرانا كما يقول ُ المثل( الحافي وأبو نعال)

ولماذا كانت حركة الجهاد الإسلامي بالنسبةِ لهم فكرٌ يشجعُ التشيع مع انهُ خطٌ للإخوان المسلمين بسبب دعم إيران لهم

والآن لماذا في نظرهم أصبحت إيران ربُّ الثورة وراعية مسيرة التحرير
وإذا كانت سورية في نظرهم سابقا نظاما قمعيا فلماذا أصبح الآن سكرة ومحلى بالعسل ووردةُ الدولُ العربية

وإذا كانت الفكرةُ السائدة بأننا نهجٌ إسلامي سني لا يقبل التغيير فما عسانا أن نفعل لستةِ العراق من التطهير العرقي الذي تشنهُ إيران

وما نظرتهم في الجزر الامارتية هل هي في نظرهم محتلة أم متنازع عليها

ألا ترون إني جاهل في أمور السياسة ولا حق لي بالحديث فيها

وإذا كانت النظرةُ السائدة في سبق بان السلطة السابقة سلطةُ عربات ٍ فارهه ولأصحابها امتيازاتٌ فكيف حال السلطة الحالية ألا ترى نفسها على نفس المنوال
أم أن السلطةُ السابقة كانت تركبُ العربات من الشمال وهم من اليمين
وبعيدا عن مسميات الساعة وبعيدا عن الانشقاقات والترهلات والانقلابات أو الحسم العسكري
وبعيدا عن مسمى حزبي أو ابن تنظيم إلا يكفي بأننا أبناء لفلسطين أم أن الحزب أصبح وطن والتنظيمُ دولة





ليست هناك تعليقات :