اعترافات على وجه ِ القمر( ديواني)



 فتنةُ النِّساء

أنتِ امرأةٌ ليست ككل النساءْ
شعرها الأخاذُ
طولها الميالُ
صدفات الرمانِ  على صدرٍ   توشى بالذهب
شفاهٌ جورية  تستلقي على شفتي ويلسعني اللهبْ

أنتِ رائعة كما قصيدة موشاةٌ بالزمرد البحري
أنتِ أمرأةٌ تسمى فتنة
وأنا  غارقٌ بكِ


هفواتْ

يا امرأةٍ تتركُ على مقربةٍ مني  خيلها
ومائها وعيونها السودُ
ولحظة تحملني على أجنحةِ الفراشاتِ اللواتي
تركْنَ   حقل المراعي  وانشدْنَ نشيد  الضياعْ



هفواتْ
وكالصِ   أتوسدني ظلَّاً هارباً
بين الأزقةِ أرقبُ دورانِ الليلِ في أزقةِ المخيماتْ
تبقى هفواتْ

والشاعرُ المذبوحُ على ظلِّ القرى
مازال يمسكُ   عنان خيلهُ بمقربةٍ من الفوضى
وانسكابِ الحبر على تعاليل الروح
ثمةَ هفواتٌ تدسَّني كطفلةٍ ببدلةِ البراءة
طيبٌ يا شقي لدرجةِ الشيطنةِ لكن كما الصغارْ
أذوبُ حينما يعتريني النعاس من تعبٍ ليس  لي

ومن حظٍ  مكحَّلٍ  بالعدم


بنتُ حواءْ

اهدأئي قليلا وتريثي
بنتُ حواءْ
وحواءٌ أمٌ لنا

وبنتها فعل البلاءْ

اذا استثارتْ نظرةً
وقعَ المنظور
في سحرِ الداءْ
أبلسةٌ في شكلِ امرأةْ
وهكذا  خرجنَ

من ظلعٍ حنونٍ معوج في الشكلِ
والأصلُ طبعُ النِّساءْ
تناقضٌ يفتِّشُ عن تناقضٍ
وفيهِ منَ اللئمِ ماتشاءْ
فاهدئي    

وتريثي قليلا يا حواءْ


أحبُّكِ
  

لِأنَّنِي أُحبُّك ِ
قَرَضْت ُ الصَّمْت
وَأَوْدَعْت ُ قَلْبِي لِلْرِيَاح ْ
كَمَا الأوْرَاقُ
تُرَقِّصُهَا عَلَى الأغْصَان ِ نُسَيْمات ٌ
فِي طلْعَة ِ الْفَجْر ِ عِنْدَ الصَّبَاح ْ
لَمْ تَفْهَمِي مَعْنَى انْسِيَاب  الجَدَاوِل ِ
رِقْرَاقَة ً تَجْرِي إلى النَّهْر ِ
كَمَا قَلْبِي بِِحُبُّك ِ عَائِمٌ لا يَعْرِفُ الْمَرْسى
مَذْبُوح بِك ِ ،وَكََيْف َ لِلْمَذْبُوح ِ الصِّيَّاحْ
حَمَلَت ُ لَك ِ مِنَ الضِّفَاف ِ شَوَاطِئا ً
مَغْسولَة ً بِمَاء ِ الْعِطْر ِ والنِّعْنَاع ِ
وَلِعَيْنَيْك ِ وَطَنا ً مِنَ الرَّيْحَان ِ
نَسَجْتُ مِنَ الأسْمَاء ِ أسْماءً
رَتَّبْتُهَا لِتَكُونَ أَنْت ِ
رَغْم َ الآلام ُ وَالْجِرَاحْ
يَا امْرَأة ً تَدُقُّ قَلْبِي كَحَبَّة ِ هَان ِ
فَاحَ مِنِّي الأَسَى
وَاخْضَوْضَرتْ فِالْقَلْب ِ أحْزَانِي
إنِّي كَمَا طَيْرٌ ذَبِيحٌ شَارِدُ الأفْكَار ِ
وَالذِّهْن ُ أسيرٌ نَوَّاحْ
كَمَا الأشْقِيَاءُ جُرُوحَهمْ مَفْتُوحَة ً
مَرْمِيَّة ً فِي الرَّمْل ِ تدُوسُهَا  الأَمْلاحْ
خَانَكِ الظَّن ُ سَيِّدَتِي
قَدْ رَأَيْتِ  الْحُبَّ ضَعْفا ً وَانْحِنَاءْ
وَفِي تَلََهُّفِي انْكِسَارٌ وَانطِوَاءْ
خَانَك ِ الظَّنُّ وَإذْ بِك ِ وَهْمٌ كَاذِبٌ
وَإِذْ بِالْحُبِّ شَطْحَة ٌ فِي الْخَيَالِ
تَأْسُرُ الأرْوَاحْ
وَأَحْلامِي كَمَا الفُقَرَاءْ
بَيْن َ الأَزَقَّة ِ تَبْحَثُ عَنْ طَرِيق ٍ
عَنْ طَيْر ٍ وَجَنَاحْ
نَحْوَ الْفَجْرِ الضَّاحِكِ مِن ْ عَيْن ِ الأَفْرَاحْ
لَمْ تَعْرِفي أَنَّ الزَّمَانَ شَكَّلَنِي بِِحُزْنِه ِ
عُمْراً مِنَ الضَّيَاع ِ أَهْدَانِي
إنِّي كَمَا حَرْفٌ فِي لُغَة ِ النِّسْيَان ِ
يَا امْرَأة ً تَدُقُّ قَلْبِي كََحَبَّة ِ هَان ِ




ستون عاماً

ما زالَ في القلبِ عصافيرٌ تُزقزِقُ
في حقلِ يا فا كالأنهارِ تجتمعُ
هذي القوافلُ التي مرَّّتْ من الجنوبِ عابرةً
في صيف عكا وبحرٌ فيها معتقلُ
ما زالَ يذكر رائحةً .... بالبرتقالِ عابقةً
فكلَّما صارَ الزمانُ شمالاً
أصبحَ للحزنِ لسانا وللآلامِ متسعُ
فما زالَ الأحمرُ على جبينِ الشمسِ
وما زالَ الأحمقُ بالعربدةِ يتسعُ

هذي دياري وهذي الأرضُ مملكتي
وأنا هنا كالرصاصِ احتدمُ
ما همَّني إنْ ذهبتْ روحي مع الفناءِ ترتحلُ
فلأدمعُ التي هامت جنوبا
وصارتْ سيفا على الأعداءِ ترتفعُ
تكابدَ البومَ في كلِّ زاويةٍ
وترسمَ النصرَ في كلِّ مرتفعُ
حقٌ لها أن تتدفقَ ثورةً
وتسيرُ صقرا بالشموخِ يرتفعُ



ستونَ عاما والأوجاعُ تنسكبُ
وعيونُ جدي من الأحزانِ تتسعُ
ستونَ عاما عصافير ٌمهاجرةٌ
والنهرُ يبكي والآهاتُ تندفعُ
ستون عاما والقلوبُ خائفةٌ
والصقيعُ يعانقُ وجهَ أمي
والأفراحُ تقتلعُ


فمن الذي أوحى للخريفِ والرياحِ الصفراء
أنْ تسافرَ في صبحنا
وتقطفُ نجمةً عاشقةً من صيفنا
من أوحى لتلِِّ الربيعْ أن ْ تسيرَ غربيةْ
ولعصافيرِ حيف أنْ تتحدثَ العبرية

رفقا أيُّها التاريخُ المرْ الذي ارتشفتهُ من ستون عاما
ومازالَ يجهلُ شفتي



شكرا أيُّها العابرون في صحراءِ الموتِ تسطرون من صرخاتكمْ بندقيةْ

شكراً يا فاطمةْ ابنة المخيمِ بنتُ السنتينْ
شكراً يا صباح الموتِ على مشارفِ غزة
تولدُ أنتَ باللحظة ِ مرتينْ
وتمرُّ سريعا في الشوارعِ اليتيمةْ




يا نخلَ بيسان َ الذي ارتوى من أدمعِ العشاقْ
من عمَّدكَ بالحزنِ وفقئَ عينيكَ السمراواتينْ
وكبَّلَ يديكَ وأعتقلَ الصهيلْ
هلْ أوحيتَ للمهاجرينَ أنَّ صيفَ غدٍ
سيكونُ بينَ أفياءِ النخيلْ
حيثُ عباءةُ جدي وقهوتهُ
والخيمةُ المطرَّزةُ بالشناشيلْ
ستكونُ هناكَ واقفةً
حيثُ التاريخُ سيكتبُ من جديدْ
ارضٌ لشعبٍ وشعبٌ لأرضٍ
ووطنٌ يملئهُ الحنين

يا وطن المشردين
الهاربين من زحمةِ الموتِ
لمرفأ التائهين

 
تَحْرُسَنِي الأَشْوَاك ْ



لا يُهُمَّنِي مَنْ تُحِبِّينْ

وَلا مَنْ يَزُورُ قَلْبَكِ يهُمَّني
فَاخْتَارِي مَنْْ تَخْتَارِي
وَتَهَنَّي بِمَن ْ تَنْتَقِي
فَأَنَا أَعْرِفُ طُمُوح َ الْغَدْر ِ فِيْكِ
وَإنَّ حُبَّك ِ مُجَرَّدُ خِدْعَة ٍ لِصَيْدٍ ثَمِينْ
لِرَجُلٍ تُخبِّئِين َ خَلْفَهُ لُؤْمَ عَيْنَيْك ِ
لِرَجُل ٍ كُلُّ الطُرُقَات ِ إليْه ِ مَحْروقَة ًً
تَحْرُسُهَا الأَشْوَاك ْ
وَضَرْبٌ مِِنَ الْمُسْتَحِيلْ
يَا امْرَأة ً مِنْ جُحُود ٍ وَكَيْدٍ
قَدِ ادَّعَتْ إنِّي لَهَا قِطٌ مُسْتَكِينْ
مَاتَتْ مَخَالِبَهُ بِالسِّحْرِ الَّلعِين ْ
فَمَا زَالَ الْعُنْفُوَانُ يَدُبُّ بِصَدْرِي
وَمَا زِلْتُ قَادِراً عَلَى الْعِشْق ِ
فَقَلْبِي نَبْضٌ دَافِقٌ
وَإحْسَاسِي طَيْرٌ يَطِيرْ
وَالشِّعْرُ فِي فَمِي نَبْضُ القوافي
وهمسُ الرَّنِينْ
فَلا تَفْرَحِي بِهُدُوءٍ أَطَالَ وَقْتَهُ
فَعَاصِفَة ُ الْخَلاص ِ آتِيَة ٌ
فَالَّذي عَلَيه ِ كُنْت ِ تَضْحَكِين ْ
سَيَضْحَكُ عَلَيْك ِ كَثِيراً كَثِْيرْ
أَعْرِفُ أنَّ بِيْ مِنْ طُفُولَة ٍ وَطَيبَة ٍ
وَلْتَعْرِفِي أَيْضَاً أنَّنِي مُتَمَرِّدٌ
وَبِيْ عَنَادُ الْمَجَانِيْن ْ
فَاطْمَئِنِي لَسْتُ الَّذي يَبْكِي
عَلَى فُتَات ِ امْْرَأةٍ مَضَغَتْه ُ السِّنينْ
فَمَوتِي غِلاًّ وَحِقْدَاً
وَانْطَوِي مَثْلَ طَرْدٍ مُهْمَل ٍ
مَا بِه ِ غَيْر حِبْرٍ مَضَى بِه ِ الزَّمَنُ
فَفِي الذَّاكِرَة مِنْك ِ آلافا
طَوَابِيراً هَل تَعْرِفِين ْ
فَاخْتَارِي مِنْ ظُهُور ِ الْخَيْل ِ مَا شَئْت ِ
وَأمْتَطِي مِن َ الرِّجَال ِ مَا شِئْت ِ
فَلَسْتُ الْوَاحِدُ الَّذي يَبْقَى مُنْتَظِراً طَوِيلاً
يَنَامُ عَلَى ذِرَاعَيْك ِ كَقِْطٍّ مُسْتَكِينْ
فَلْلأَسَى رَائِحَة ُالْخَمْر ِ المُعَتَّق ِ
وَقَلْبِي إنَاءٌ صَنَعَتْهُ السِّنِين ْ
وَبَعْضِي عَواصِفٌ عَمْيَاءُ
فَاتَّقِي غَضَبِي
لَسْتُ الضَّعِيفَ الَّذي تَتَمَنِّين ْ
فَمَا فِْيك ِ شَيءٌ يُحَرِّكَُنِي مَهْمَا تَفْعَلِينْ



صباحاتُ غزة



بَاكِرا ً أَصْحو

وَفِي عُيُونِي بِضْعَا ً مِن َ الكَسَل ِ

أَرْقُبُ صَوْت َ دَبَّابة ٍ
عَليْهَا بِضْعة ٌ مِن َ الجُنْد ِ
يَحْمِلُون َ مَعَهُمْ بَنَادق َ الْمُوْت ِ
وَكأْسا ً مِن ْ نَبِيذْ
سَمِعْت ُ أنَّ الْقَوْم َ سَيَرْحَلون َ مِن ْ هُنَا
وَيَتْرُكُون َ لنَا أشعَّة َ الشَّمْس ِ وَعنْفُوان َ الْقَمَرْ
سَتُرفََع ُ الأسْلاكَ مِن ْ هُُنَا
وَالحَواجِزَ وَجُنْدِيَّا ً يقْبَع ُ فِي تِرْسَانَتِه ِ الْحَدِيْديَّة ْ
كََأنَّه ُ شَيْطَان ٌ يَحْرُسُ مَمْلَكة َ الرُّعْب ِ
عَلَى َ قُرْب ٍ مِنْ اختِلاط ِ الأزْمِنَة ْ
آه ٍ يَا شَارِعا ً طَالَمَا حَفَرْت ُ فِيْه ِ الذِّكْرَيَات ْ
طَالَمَا لِعِبْت ُ بِه ِ
طَالَمَا نَقَشْت ُ عَلَى جُدْرَانِه ِ الْحِكََايَاتْ
مُتْعَباً مِن ْ دَهَاليز ِ الظَّلام ِ
وَفِي عُيُونِي بِضْعَا ً مِن َ الكَسَل ِ
2

سَيَرْحَل ُ الأَوْغَاد ُ إِذاً
مِنْ عَلَى صَدْرِي
مِنْ جَانِبِي مِنْ بَيْتِي
تَارِكِين َ لَنَا فُسْحَة ً لِلْعَيْش ِ هُنَا
سَأَرْحَل ُ مِنْ قَفَص ِ الْمَجْزَرَة ْ
وَأُغَادِرُ خَيْمة َ اعْتِقَالِي
وَأَشِم ُّ رَبِِيْع َ قَرْيَتِي الأَخْضَرْ
كَم ْ أَحِنُّ إلى صُبح ٍ
لا أَرَى فِيْه ِ دَبَّابَة ً تَحْرُسُ الوُجُودْ
تُعكِّرُ صَفْو َ صُبْحِي
تَتَرْك ُ وَرَائَهَا الصَّقِيْع ْ
حَتْمَا سَيَرْحَلون َ
مِنْ عَيْن ِ السَّمَاء ِ
مِن ْ بيَّارة ِ اللَّيْمُون ِ
حَتْمَا سَيَرحَلونْ

2

مِثْلَمَا تَعَوَّدْت ُ
السَّاعَة ُ التَّاسِعَة أَصْحو مِنْ نَوْمِي،
فِنْجَانُ قَهْوَة ٍ عَلَى شِبَّاكِي الْغَرْبِي،
وَريْقَات ُ شَعْراً تَتْنَاثَرُ بِالْقُرْب ِ مِنِّي،
أُغْنِيَة ً تُدَنْدِن ُ ،
(فَيْرُوزُ صَبَاحَ وَجْهَك ِ المُخْمَلي)

تَخْتَرِق ُ السُّكُون َ رَصَاصَات ٌ
وَصَوت ُدَبَّابة ٍ يَمْلَئُ الْمَكَانْ\
يَنْهَشُ نِصْفَ قَلْبِي كُلَّ قَلْبِي
عُمْري الَّذي تَبَقَّى،
أُشْعِلُ سِيْجَارَة ً\فيمَا الْكُوبُ يمْلَئَهُ الشَّايْ
وََنُسَيْمَاتٌ تَعْبُرُ لِغُرْفََتِي
أَتَطَايَرُ كََشَظَايَا لُغْم ٍ أَرْضِي
أَشْعُرُ بحِالَة ِ عِشْق ٍ صَبَاحِيَّة ْ
كََمْ مُرْهَقا ً أنَا مِن ْ لَيلَة ِ أمْسْ
خَمْسُون َ أَلْفا ً مِن َ السَّجَائر
لَنْ ْتعْدُل َ رَأسِي
وَمِثْلَمَا تَعَوَّدْت ُ
أَنْ أَرَى مِنْ نَافِذَتِي
وَجْه َ قََرْيَتِي الْجَدِيدْ


3

طَرِيقُ صَلاح َ الدِّين ِ شَاحِبا ً
عَرَبَاتٌ مُدَرَّعة ٌ تَعْبُرُ مِنْ فوْقِه ِ
مُسْتَوْطِنونَ يَحْمِلُون َ أَمْتِعَتَهُمْ
يَهْرَعُون َ لِحَظَائرَ أُعِدَّتْ لَهُمْ ،
فِيْمَا أَنَا أبْحَثُ عَنْ لَوْنِي عَنْ وَجْهِي
عَنْ بِيْت ِ شِعْر ٍ تَرَكْتَه ُ لَيْلة َ أَمْسْ
وَحِيْدا ً عَلَى مَقْرِبَة ٍ مِن َ كْفَارْ دَارُومْ
هُنَاك َ زَرَعْت ُ قََصِِيْدَة ً
فِيْمَا الْهَدْم ُ مُسْتَمِرَّا ً أمَام َ عَيْنِي
هَنِيئَا ً غَزَّة َ عُمْري
كُلُّ شَيءٍ هَادِئا ً
لا صَوْت َ دبَّابَة ٍ
لا أَرَى جُنْدِيَّا ً
حَمَلوا بُرْج َ الْقَنْص ِ وَغَادَروا
الآن َ يمْكَنُنِي أََنْ أَقِفَ بأمَان ٍ
عَلَى شَبَّاكِي الْغَرْبيْ
بِِصُحْبَتِي قَهْوَتِي وَصَبَاحَات ِ
فَيْرُوزَ الْوَرْديَّة ْ





 أمرأةً تختلفُ

يا امرأةً تختلفُ
وكلُّ النِّساء ِ حينَ تطلُّ
  تأخذُهنَّ الغيرة ْ
فأيُّ جمالٍ تمتلكينَ
يا امرأة ٍ بثوبٍ مطرَّز ٍ
ومنديلٍ مزركش ٍ
وسبحة ٍ أنيقة ْ

وجهٌ مدوَّرُ كأنَّهُ البدرُ
ليلة ُ التمامِ

وعينانِ حالمتانِ
كلُّ بنات ِ حواء جميلاتٌ
لكنَّها الأميرةْ
يا امرأةً تختلفُ
بمشيتها
وضحكتها
ولفتتها كأنها غزالة ٌ
من ريام ِ الجنان ِ 
ونظرةٌ كُلَّما دنتْ

غضَّت طرفُها الحاني
فكُلَّما رأيتها متُّ موتةً
وكلَّما أبتعدتْ
 اشتقتُ للموتِ من ثاني
  


 تدفقي

تدفقي كما لوكنتِ نهرا
هذي الصحاري تشتاقُ بوحاً
يفتِّتُ الجرحَ والصخرةْ

أنتِ امرأةٌ تختلفُ عن النساءِ
ففيكِ طيبٌ وغضةُ طرفٍ

وفيكِ وفيكِ  وفيكِ
ناعمةً كدهن ِ العودِ

أولوياتها صلاةً
وقربها إلى اللهِ أولى

فكيفَ أغازلكَ
وأي لغةٍ تستبيحُ أنوثةً

فُطرتْ على القرآنِ
والأخلاقُ  عطرا
يا امرأة هي أُمِّي
يا امرأة هي أُخْتِي

وزوْجةً تكملُ الدينَ
فتدفقي كما لو كنتِ نهرا
يفيضُ شوقاً
في ظلالِ العاشقينَ




أُمَّاهُ لالا تحْزَني




يَا نُبْل َ مَنْ سَارَتْ عَلَى أرْض ِ التُّقى

وَتَلَـمّـَسَتْ أقْــــوَالُهــا الأيَّاما َ

يا رَوضَ فِـــكْــر ٍ للْخَلِيقَة ِ جُلَّهُمْ

يَا نَبْـع َ خَـــيْر ٍ قدْ صَفـا وإمَــاما َ

قال الوِشاةُ بأنَّ طُهْرَك ِ نَاقِصٌ

يَا أُمَّنا كـــِذْبُ الــــرَّوَافض ِ هَاما َ

والْحقُّ حقّّ ٌوالطَّهـــُورَة ُ تُعْــرَفُ

مــنْ جِيدِهَا الإحـــسَان ُ كم يتسامى

هــي رَوْضَة ُ الأخْلاق ِ منْبَعَهُ الَّذي

غَطَّى الْجَــــزِيرة َ رِفْـعَة ً وَسَلامَا

هي مـــن ْ لـها نَزَلَ الأَمِين ُ بِسُورَة ٍ

مـــِنْ رَبِّها ينْفِي رِوَيً وَكــــَلاَمَا

كَــذَبَ الْوِشَاة ُ بِحَقِّها واسْتَنْزَفوا

مِـنْ عِـــرْضِها فـــي روْحَة ٍ وَقِيَاما َ

قـــــالــــوا بِهَا وَتَأوَّلوا فــِي قَدْحِها

نسبوا لــــها أمْراً يَفِيضُ ظَــــلاَمـــَا

قَـــــصَدوا اللِّئَام َ بِخُبْثِهم ْ أنْ يَبْعِدوا

مـــــَنْ حَبَّهَا وَبِطِيــــبِها قــدْ هَــــــامَا

مَنْ كَـــــان َ آخَرُ نظْرَة ٍ من ْ عيْنِــه ِ

فــــي عيْــــنِها يَتَذَكَّـــــرُ الأعْــــوامَا

مَنْ كَــــان َ يَــجْري خلْفَها في خفَّة ٍ

رَغْــم َ الظُّروف ُ مَرِيرَة ً وَجِسَاما

منْ كـــَان َ آخرُ ريقَه ُ قبْلَ الْمَمَات ِ

رُشَيْفة ً مِـــــنْ فـــــَاهِهَا وَمُـــدَاما َ

منْ جَاءَ بالدِّين ِ الْحَنِيف ِ وصَحْوَة ٍ

هَلّــــــــَتْ عَلـــــــينَا بُشْرَة ً وَسَلاَمَا

جُـــــرِح َ الْمُحِبُّ بِقَلْـــبــه ِ بِمَــكِيدَة ٍ

حيْكَتْ بِمَـــكْر ٍ مــــنْ سَلول ٍ ضَامَا

نَسَــــج َ المــُنَافق ُ كِـــــذْبَـــه ُ وَتَسَلَّل َ

خَــلْف َ الْخِيَام َ يَبِثُّ فيــهَا ضِرَامَــا

أنَّ الشَّرِيفَــة َ أمَّنَا فَعَلَتْ غـــوى ً

يَا ويْـــحَ مَـــنْ جَعَلوا الكَلام َ سِهَامَا

نَصَبوا مَكَــــائِدَهُمْ لَنَـــا للْقَذف ِ في

شَرَف َ الحَــبِيبة ِ قــصْدَهم ْ إبْهَاما َ

خَـــــاب َ الكَــــذُوب ُ بآية ٍ مــنْ ربِّنا

قَــــــالتْ لنا بالأفْك ِ مــــنْ قدْ عَاما

مــــا قيل َ فِيهَا كذْبَة ٌ منْ مــَا كِرٍ

إنَّ الشَّرِيفـــــَة َ حُــــــــــرَّة ٌ قوَّامة ْ

هِيَ مــــَنْ لها وَقَفَ الزَّمَان ُ مُبَجِّلا ً

هِــيَ أُمُّنا الْقَـــرَّاءة ُ الصَّوَّامــــة ْ

أمُّ الأَنَـــام ِ سَليلة ُ الأَصْل ِ الأبيْ

يا نَبْع َ خــــيْر ٍ قــــدْ صَفَا وإمَامَا

مــهْـــمَا تقوَّلْتُمْ بِحـِقْـــد ٍ حالـــك

فـــي أمِّنا لــــنْ تهْزِموا الإسلاما






ليست هناك تعليقات :